الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب **
عبد الله الجمحي عبد الله بن أبي بن خلف القرشي الجمحي أسلم عام الفتح وقتل يوم الجمل. عبد الله بن الأرقم عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة ابن كلاب القرشي الزهري أسلم عام الفتح وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ثم لأبي بكر رضي الله عنه واستكتبه أيضاً عمر رضي الله عنه وذكر مالك عن زيد بن أسلم عن عمر ولي عبد الله بن الأرقم على بيت المال. وقال خليفة بن خياط لم يزل عبد الله بن الأرقم على بيت المال خلافة عمر كلها وسنتين من خلافة عثمان رضي الله عنه حتى استعفاه من ذلك فأعفاه. وذكر محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله ابن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استكتب عبد الله بن الأرقم فكان يجيب عنه الملوك وبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك فيكتب ويأمره أن يطينه ويختمه وما يقرؤه لأمانته عنده. وقال ابن إسحاق كان زيد بن ثابت يكتب الوحي ويكتب إلى الملوك أيضاً وكان إذا غاب عبد الله بن الأرقم وزيد بن ثابت واحتاج أن يكتب إلى بعض أمراء الأجناد أو الملوك أو إلى إنسان بقطيعة أمر من حضر أن يكتب له إلى بعض أمرائه. وروى ابن القاسم عن مالك قال: بلغني أنه ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب فقال: من يجيب عني فقال عبد الله بن الأرقم: أنا فأجاب عنه وأتى به إليه فأعجبه وأنفذه وكان عمر حاضراً فأعجبه ذلك من عبد الله ابن الأرقم فلم يزل ذلك له في نفسه يقول: أصاب ما أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ولى عمر استعمله على بيت المال. وروى ابن وهب عن مالك قال: بلغني أن عثمان أجاز عبد الله ابن الأرقم وكان له على بيت المال بثلاثين ألفاً فأبى أن يقبلها هكذا قال مالك. وروى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أن عثمان رضي الله عنه استعمل عبد الله بن الأرقم على بيت المال فأعطاه عثمان ثلاثمائة درهم فأبى عبد الله أن يأخذها وقال إنما عملت لله وإنما أجري على الله. وروى أشهب عن مالك أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يقول: ما رأيت أحداً أخشى لله من عبد الله بن الأرقم قال وقال عمر لعبد الله بن الأرقم: لو كان لك مثل سابقة القوم ما قدمت عليك أحداً. عبد الله بن الأسود السدوسي قال قتادة هاجر من ربيعة أربعة: بشير بن الخصاصية وعمرو بن ثعلب وعبد الله بن أسود والفرات بن حيان. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا لهم بالبركة في التمر. مخرج حديثه عن ولده وقيل إنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني سدوس. وقيل عبد الله بن الأطول الحرمازي المازني. قيل اسم الأعور أو الأطول عبد الله هو من بني مازن بن عمرو بن تميم وهو الأعشي الشاعر المازني كانت عنده امرأة يقال لها معاذة فخرج يمير أهله من هجر فهربت امرأته بعده ناشزة عليه فعاذت برجل منهم يقال له مطرف بن نهصل فجعلها خلف ظهره فلما قدم الأعشى لم يجدها في بيته وأخبر أنها نشزت وأنها عاذت بمطرف بن نهصل فأتاه فقال له: يا بن العم عندك امرأتي معاذة فادفعها إلي فقال: ليست عندي ولو كانت عندي لم أدفعها إليك وكان مطرف أعز منه فخرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فعاذ به وأنشأ يقول: يا سيد الناس وديان العرب أشكو إليك ذربة من الذرب كالذئبة العسلاء في كل السرب أخلفت العهد ولطت بالذنب وهن شر غالب لمن غلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هن شر غالب لمن غلب. وشكا إليه امرأته وما صنعت وأنها عند رجل منهم يقال له مطرف بن نهصل فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مطرف: انظر امرأة هذا معاذة فادفعها إليه فأتاه بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرىء عليه فقال لها: يا معاذة هذا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فيك وأنا دافعك إليه. فقالت خذ لي العهد والميثاق وذمة النبي صلى الله عليه وسلم ألا يعاقبني فيما صنعت فأخذ لها ذلك ودفعها إليه فأنشأ يقول: لعمرك ما حبي معاذة بالذي يغيره الواشي ولا قدم العهد ولا سوء ما جاءت به إذا أزالها غواة رجالٍ إذ ينادونها بعدي عبد الله بن أقرم بن زيد الخزاعي معدود في أهل المدينة. روى عنه ابنه عبيد الله بن عبد الله بن أقرم. عبد الله بن أبي أمامة أسعد بن زرارة الأنصاري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد تقدم نسبه في باب أبيه. روى عنه أبو كثير الأنصاري. عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أمه عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم يقال لأبيه أبي أمية زاد الركب. وزعم ابن الكلبي أن أزواد الركب ثلاثة: زمعة بن الأسود بن المطلب بن عبد مناف قتل يوم بدر كافراً مسافر ابن أبي عمرو بن أمية وأبو أمية بن المغيرة المخزومي وهو أشهرهم بذلك هكذا قال ابن الكلبي والزبير وقالا: إنما سموا أزواد الركب لأنهم كانوا إذا سافر معهم أحد كان زاده عليهم. قال مصعب والعدوي: لا تعرف قريش زاد الركب إلا أبا أمية بن المغيرة وحده وكان عبد الله بن أبي أمية شديداً على المسلمين مخالفاً مبغضاً وهو الذي قال: " وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أنه خرج مهاجراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه بالطريق بين السقيا والعرج وهو يريد مكة عام الفتح فتلقاه فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة بعد مرة فدخل على أخته وسألها أن تشفع له فشفعت له أخته أم سلمة وهي أخته لأبيه فشفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة مسلماً وشهد حنيناً والطائف ورمي يوم الطائف بسهم فقتله ومات يومئذ وهو الذي قال له المخنث في بيت أم سلمة: يا عبد الله إن فتح الله عليكم الطائف غداً فأنى أدلك على امرأة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان. وزعم مسلم بن الحجاج أن عروة بن الزبير روى عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في بيت أم سلمة في ثوب واحد ملتحفاً به مخالفاً بين طرفيه. وذلك غلط وإنما الذي روى عنه عروة ابنه عبد الله بن أبي أمية. عبد الله بن أبي أمية بن وهب حليف بني أسد بن عبد العزى بن قصي وابن أختهم. قتل بخيبر شهيداً. ذكره الواقدي ولم يذكره ابن إسحاق. عبد الله بن أنس أبو فاطمة الأسدي. روى عنه زهرة بن معبد أبو عقيل. عبد الله بن أنيس الجهني ثم الأنصاري حليف بني سلمة. قال ابن إسحاق: هو من قضاعة حليف لبني سواد من بني سلمة. وقال الواقدي: هو من البرك بن وبرة أخو كلب بن وبرة في قضاعة حليف لبني سواد من بني سلمة. وقال غيرهما: هو من جهينة حليف الأنصار. وقيل: هو من الأنصار. وقال الكلبي: عبد الله بن أنيس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم هو عبد الله بن أنيس بن أسعد بن حرام بن حبيب بن مالك بن غنم بن كعب بن تيم ابن نفاثة بن إياس بن يربوع بن البرك بن وبرة أخي كلب بن وبرة والبرك بن وبرة دخل في جهينة. قال ابن الكلبي: كان عبد الله بن أنيس مهاجرياً أنصارياً عقبياً وشهد أحداً وما بعدها يكنى أبا يحيى. روى عنه أبو أمامة وجابر بن عبد الله وروى عنه من التابعين بسر بن سعيد وبنوه: عطية وعمرو وضمرة وعبد الله بنو عبد الله بن أنيس وهو الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وقال له: يا رسول الله: إني شاسع الدار فمرني بليلة أنزل لها. فقال: " أنزل ليلة ثلاث وعشرين ". وتعرف تلك الليلة بليلة الجهني بالمدينة وهو أحد الذين كسروا آلهة بني سلمة توفى سنة أربع وخمسين رضي الله عنه. عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي واسم أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث ابن أسد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر. هو أخو زيد بن أبي أوفى يكنى أبا معاوية. وقيل: أبا إبراهيم. وقيل أبا محمد. شهد الحديبية وخبير وما بعد ذلك من المشاهد ولم يزل بالمدينة حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تحول إلى الكوفة. وهو آخر من بقي بالكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. مات سنة سبع وثمانين بالكوفة وكان ابتنى بها داراً في أسلم وكان قد كف بصره. وقيل: بل مات بالكوفة سنة ست وثمانين. وذكر أحمد بن حنبل عن يزيد بن هارون عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت على ساعد عبد الله بن أبى أوفى ضربة فقلت ما هذه فقال ضربتها يوم حنين. فقلت: شهدت معه حنيناً قال: نعم وقبل ذلك. قال: وحدثنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن أبي أوفى قال: كان أصحاب الشجرة ألفاً وأربعمائة وكانت أسلم ثمن المهاجرين يومئذ. عبد الله ابن بحينة وهي أمه بحينة بنت الحارث بن المطلب بن عبد مناف. قال الواقدي: يكنى أبا محمد وأبوه مالك بن القشب الأزدي من أزدشوءة كان حليفاً لبني المطلب بن عبد مناف وله صحبة أيضاً وقد ذكرناه في باب مالك من هذا الكتاب والحمد لله. وقد قيل في أبيه مالك ابن بحينة وهو وهم وغلط وإنما بحينة امرأته وأم ابنه عبد الله وكان عبد الله ابن بحينة ناسكاً فاضلاً صائم الدهر وكان ينزل بطن ريم على ثلاثين ميلاً من المدينة. مات في عمل مروان الآخر على المدينة أيام معاوية. عبد الله بن بدر الجهني مدني كان اسمه عبد العزى فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وهو أحد الذين حملوا راية جهينة يوم الفتح يكنى أبا بعجة بابنه بعجة. روى عنه ابنه بعجة لم يرو عنه غيره وروى عن بعجة يحيى بن أبي كثير وأبو حازم. ومات بعجة قبل القاسم بن محمد وله ابن يقال له عبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة الخزاعي. أسلم مع أبيه قبل الفتح وشهد حنيناً والطائف. وكان سيد خزاعة وخزاعة عيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: بل هو وأخوه من مسلمة الفتح والصحيح انه أسلم قبل الفتح وشهد حنيناً والطائف وتبوك قاله الطبري وغيره. وكان له قدر وجلالة. قتل هو وأخوه عبد الرحمن بن بديل بصفين وكان يومئذ على رجالة علي رضي الله عنه. كان من وجوه الصحابة وهو الذي صالح أهل أصبهان مع عبد الله بن عامر وكان على مقدمته وذلك في زمن عثمان سنة تسع وعشرين من الهجرة. قال الشعبي: كان عبد الله ابن بديل في صفين عليه درعان وسيفان وكان يضرب أهل الشام ويقول: لم يبق إلا الصبر والتوكل ثم التمشي في الرعيل الأول مشى الجمالة في حياض المنهل والله يقضي ما يشاء ويفعل فلم يزل يضرب بسيفه حتى انتهى إلى معاوية فأزاله عن موقفه وأزال أصحابه الذين كانوا معه وكان مع معاوية يومئذ عبد الله بن عامر واقفاً فأقبل أصحاب معاوية على ابن بديل يرمونه بالحجارة حتى أثخنوه وقتل. فأقبل إليه معاوية وعبد الله بن عامر معه فألقى عليه عبد الله بن عامر عمامته غطى بها وجهه وترحم عليه فقال معاوية: اكشفوا عن وجهه فقال له ابن عامر: والله لا يمثل به وفي روح وقال معاوية: اكشفوا عن وجهه فقد وهبناه لك. ففعلوا فقال معاوية: هذا كبش القوم ورب الكعبة اللهم أظفر بالأشتر والأشعث بن قيس والله ما مثل هذا إلا كما قال الشاعر: أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها وإن شمرت يوماً به الحرب شمرا كليث هزبرٍ كان يحمي ذماره رمته المنايا قصدها فتقطرا ثم قال معاوية: إن نساء خزاعة لو قدرت أن تقاتلني فضلاً عن رجالها لفعلت. وحدثنا خلف بن قاسم قال: حدثنا عبد الله بن عمر الجوهري حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني نصر بن مزاحم حدثنا عمرو بن سعد حدثنا مالك بن أعين عن زيد بن وهب الجهني أن عبد الله بن بديل قام يوم صفين في أصحابه فخطب فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: ألا إن معاوية أدعى ما ليس له ونازع الأمر أهله ومن ليس مثله وجادل بالباطل ليدحض به الحق وصال عليكم بالأحزاب والأعراب وزين لهم الضلالة وزرع في قلوبهم حب الفتنة ولبس عليهم الأمر وأنتم والله على الحق على نور من ربكم وبرهان مبين فقاتلوا الطغاة الجفاة " قاتلوا الفئة الباغية الذين نازعوا الأمر أهله وقد قاتلتموهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما هم في هذه بأزكى ولا أتقى ولا أبر قوموا إلى عدو الله وعدوكم رحمكم الله. عبد الله بن بسر المازني من مازن بن منصور يكنى أبا بسر وقيل: يكنى أبا صفوان. هو أخو الصماء مات بالشام سنة ثمانين وهو ابن أربع وتسعين وهو آخر من مات بالشام بحمص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه الشاميون منهم خالد بن معدان ويزيد بن خمير وسليم بن عامر وراشد بن سعد وأبو الزاهرية ولقمان بن عامر ومحمد ابن زياد. يقال إنه ممن صلى القبلتين. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابنه عبد الواحد وروى عنه عمر بن روبة. عبد الله بن أبي بكر الصديق رضى الله عنهما أمه وأم أسماء واحدة امرأة من بني عامر بن لؤي سمى أبيه شهد عبد الله بن أبي بكر الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمي بسهم رماه به أبو محجن الثقفي فيما ذكر الواقدي فدمل جرحه حتى انتقض به فمات منه في خلافة أبيه وذلك في شوال من سنة إحدى عشرة وكان إسلامه قديما ولم يسمع له بمشهد إلا شهوده الفتح وحنيناً والطائف والله أعلم. وكان قد ابتاع الحلة التي أرادوا دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بتسعة دنانير ليكفن فيها فلما حضرته الوفاة قال: لا تكفنوني فيها فلو كان فيها خير كفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن بعد الظهر وصلى عليه أبوه ونزل في قبره عمر وطلحة وعبد الرحمن أخوه رضي الله عنهم. عبد الله بن ثابت الأنصاري هو أبو أسيد وقيل أبو أسيد والصواب بالفتح روى عن النبي صلى الله عليه وسلم " كلوا الزيت وادهنوا به ". وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى. روى عنه الشعبي حديثه هذا وروى عنه حديثاً آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة كتب أهل الكتاب. ويقال إن عبد الله بن ثابت الأنصاري هذا هو الذي روى عنه أبو الطفيل. وقد قيل: إن أبا أسيد الأنصاري هذا اسمه ثابت خادم النبي صلى الله عليه وسلم حديثه مضطرب فيه. عبد الله بن ثابت الأنصاري أبو الربيع توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حياته. حديثه في الموطأ وغيره وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " غلبنا عليك أبا الربيع ". ومالك أحسن الناس سياقة لحديثه ذلك في الإسناد والمتن إلا أن ابن جريج وإن لم يقم إسناده فقد أتى فيه بألفاظ حسان غير خارجة عن معنى حديث مالك وزاد فيه. وكفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه وقال لجبير بن عتيك إذ نهى النساء عن البكاء عليه: " دعهن يا أبا عبد الرحمن فليبكين أبا الربيع ما دام بينهن " الحديث. عبد الله بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة البلوي حليف لبني عوف بن الخزرج من الأنصار شهد بدراً هو وأخوه بحاث بن ثعلبة وقيل بحات وقيل بحاب. عبد الله بن ثعلبة بن صغير ويقال ابن أبي صغير العذري. من بني عذرة قد نسبت أباه في بابه من هذا الكتاب حليف لبني زهرة يكنى أبا محمد. ولد قبل الهجرة بأربع سنين. وتوفي سنة تسع وثمانين وهو ابن ثلاث وتسعين. وقيل سنة سبع وثمانين وهو ابن ثلاث وثمانين وقيل: إنه ولد بعد الهجرة وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن أربع سنين. وقيل سنة سبع وإنه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح على وجهه ورأسه زمن الفتح. وقال سفيان بن إبراهيم: هو ابن أخت لنا. وقال الواقدي: مات عبد الله ابن ثعلبة بن صعير الزهري حليف لهم من بني عذرة سنة تسع وثمانين وهو يومئذ ابن ثلاث وثمانين. قال أبو عمر رحمه الله: روى عنه ابن شهاب وعبد الحميد بن جعفر. عبد الله بن ثوب أبو مسلم الخولاني غلبت عليه كنيته. قال شرحبيل بن مسلم: أتى أبو مسلم الخولاني المدينة وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر وكان فاضلاً عابداً ناسكاً له فضائل مشهورة وهو من كبار التابعين. وسنذكره في الكنى بأتم من هذا وإن كان ليس بصاحب لأنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه شرطنا فيمن كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه عقبة بن أبي عائشة في وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة. عبد الله بن جابر العبدي من عبد القيس مذكور في الصحابة. عبد الله بن جبير الخزاعي عد في الكوفيين. روى عنه سماك بن حرب. وقد قيل: إن حديثه مرسل وعبد الله بن جبير هذا هو الذي يروي عن أبي الفيل أيضاً. عبد الله بن جبير بن النعمان بن أمية بن امرىء القيس. وامرؤ القيس اسمه البرك بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأنصاري شهد العقبة ثم شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً وكان يومئذ أميراً على الرماة ولا أعلم له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أخو خوات بن جبير بن النعمان لأبيه وأمه. بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي أمه أميمة بنت عبد المطلب وهو حليف لبني عبد شمس. وقيل: حليف لحرب بن أمية. أسلم فيما ذكر الواقدي قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وكان هو وأخوه أبو أحمد عبد بن جحش من المهاجرين الأولين ممن هاجر الهجرتين وأخوهما عبيد الله بن جحش تنصر بأرض الحبشة ومات بها نصرانياً وبانت منه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وأختهم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأم حبيبة وحمنة وسيأتي ذكر كل واحد منهم في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. وكان عبد الله ممن هاجر إلى أرض الحبشة مع أخويه: أبي أحمد وعبيد الله ابن جحش ثم هاجر إلى المدينة وشهد بدراً واستشهد يوم أحد يعرف بالمجدع في الله لأنه مثل به يوم أحد وقطع أنفه. روى مجاهد عن زياد بن علاقة عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبهم وقال: " لأبعثن عليكم رجلاً ليس بخيركم ولكنه أصبركم للجوع والعطش " فبعث عبد الله بن جحش. وروى عاصم الأحول عن الشعبي أنه قال: أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعبد الله بن جحش حليف لبني أمية. وقال ابن إسحاق: بل لواء عبيدة بن الحارث. وقال المدائني: بل لواء حمزة. وعبد الله بن جحش هذا هو أول من سن الخمس من الغنيمة للنبي صلى الله عليه وسلم من قبل أن يفرض الله الخمس فأنزل الله تعالى بعد ذلك آية الخمس. وإنما كان قبل ذلك المرباع. قال الواقدي. عن أشياخه: كان في الجاهلية المرباع فلما رجع عبد الله بن جحش من سريته خمس ما غنم وقسم سائر الغنيمة فكان أول من خمس في الإسلام ثم أنزل الله تعالى: " وروى ابن وهب قال: أخبرني أبو صخر عن ابن قسيط عن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد: ألا تأتي فندعوا الله فجلسوا في ناحية فدعا سعد وقال: يا رب إذا لقيت العدو غداً فلقني رجلاً شديداً بأسه شديداً حرده أقاتله فيك ويقاتلني ثم ارزقني عليه الظفر حتى أقتله وآخذ سلبه فأمن عبد الله بن جحش ثم قال: اللهم ارزقني غداً رجلاً شديداً بأسه شديداً حرده أقاتله فيك ويقاتلني فيقتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك قلت: يا عبد الله فيم جدع أنفك وأذنك فأقول: فيك وفي رسولك فتقول: صدقت. قال سعد: كانت دعوة عبد الله بن جحش خيراً من دعوتي لقد رأيته آخر النهار وإن أذنه وأنفه معلقان جميعاً في خيط. وذكر الزبير في الموفقيات أن عبد الله بن جحش انقطع سيفه يوم أحد فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرجون نخلة فصار في يده سيفاً يقال إن قائمته منه وكان يسمى العرجون ولم يزل يتناول حتى بيع من بغا التركي بمائتي دينار ويقولون: إنه قتله يوم أحد أبو الحكم بن الأخنس بن شريق الثقفي وهو يوم قتل ابن نيف وأربعين سنة. قال الواقدي: دفن هو وحمزة في قبر واحد وولى رسول الله صلى الله عليه وسلم تركته فاشترى لابنه مالاً بخيبر. وذكر الزبير قال: حدثنا علي بن صالح عن الحسن بن زيد أنه قال: قاتل الله ابن هشام ما أجرأه على الله دخلت عليه يوماً مع أبي في هذه الدار يعنى دار مروان وقد أمره هشام أن يفرض للناس فدخل عليه ابن لعبد الله بن جحش المجدع انفه في الله فانتسب له وسأله الفريضة فلم يجبه بشيء ولو كان أحد يرفع إلى السماء كان ينبغي له أن يرفع بمكان أبيه ثم دخل عليه ابن أبي بجراة وهم أهل بيت من كندة وقفوا بمكة فقال ابن أبي بجراة: صاحبت عمك عمارة بن الوليد بن المغيرة في سفره. فقال له: لينفعنك ذلك اليوم ففرض له ولأهل بيته. وذكر أبو يحيى الساجي في كتاب أحكام القرآن له قال: حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أمية بن خالد حدثنا جرير بن حازم حدثنا سليمان الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال: استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر عبد الله بن جحش وأبا بكر وعمر. روى عن عبد الله بن جحش سعد بن أبي وقاص. وروى عنه سعيد بن المسيب ولم يسمع منه. عبد الله بن الجد بن قيس بن صخر بن خنساء من بني سلمة شهد بدراً وأحداً. عبد الله بن أبي الجدعاء التميمي ويقال الكناني. ويقال العبدي. روى عنه عبد الله بن شقيق عبد الله بن جراد العقيلي روى عنه يعلي بن لأشدق وهو عمه ولا يعرف بغير رواية يعلي بن لأشدق عنه ويعلي بن لأشدق ليس عندهم بالقوي. عبد الله بن جعفر بن أبي طالب القرشي الهاشمي يكنى أبا جعفر. ولدته أمه أسماء بنت عميس بأرض الحبشة وهو أول مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة وقدم مع أبيه المدينة وحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عنه. وتوفي بالمدينة سنة ثمانين وهو ابن تسعين سنة. وقيل: إنه توفي سنة أربع أو خمس وثمانين وهو ابن ثمانين سنة والأول عندي أولى. وعليه أكثرهم أنه توفى سنة ثمانين وصلى عليه أبان بن عثمان وهو يومئذ أمير المدينة وذلك العام يعرف بعام الجحاف لسيل كان بمكة أجحف بالحاج وذهب بالإبل وعليها الحمولة. وكان عبد الله بن جعفر كريماً جواداً ظريفاً خليقاً عفيفاً سخياً يسمى بحر الجود ويقال: إنه لم روى أن عبد الله بن جعفر كان إذا قدم على معاوية أنزله داره وأظهر له من بره وإكرامه ما يستحقه فكان ذلك يغيظ فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف زوجة معاوية فسمعت ليلة غناءً عند عبد الله بن جعفر فجاءت إلى معاوية وقالت: هلم فاسمع ما في منزل هذا الرجل الذي جعلته بين لحمك ودمك. قال: فجاء معاوية فسمع وانصرف فلما كان في آخر الليل سمع معاوية قراءة عبد الله بن جعفر فجاء فأنبه فاختة فقال: اسمعي مكان ما أسمعتني. ويقولون: إن أجواد العرب في الإسلام عشرة. فأجواد أهل الحجاز عبد الله بن جعفر وعبيد الله بن عباس بن عبد المطلب وسعيد بن العاص. وأجود أهل الكوفة عتاب بن ورقاء أحد بني رباح بن يربوع وأسماء بن خارجة بن حصن الفزاري وعكرمة بن ربعي الفياض أحد بني تيم الله بن ثعلبة. وأجواد أهل البصرة عمرو بن عبيد الله بن معمر وطلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي ثم أحد بني مليح وهو طلحة الطلحات وعبيد الله بن أبي بكرة. وأجواد أهل الشام خالد بن عبيد الله بن خالد بن أسد بن أبي العاص بن أمية. وليس في هؤلاء كلهم أجود من عبد الله بن جعفر ولم يكن مسلم يبلغ مبلغه في الجود وعوتب في ذلك فقال: إن الله عودني عادة وعودت الناس عادة فأنا أخاف إن قطعتها قطعت عني. ومدحه نصيب فأعطاه إبلاً وخيلاً وثياباً ودنانير ودراهم فقيل له: تعطى لهذا الأسود مثل هذا فقال: إن كان أسود فشعره أبيض ولقد استحق بما قال أكثر مما نال وهل أعطيناه إلا ما يبلى ويفنى وأعطانا مدحاً يروى وثناء يبقى. وقد قيل: إن هذا الخبر إنما جرى لعبد الله بن جعفر مع عبد الله بن قيس الرقيات. وأخباره في الجود كثيرة جداً. روى عنه ابناه إسماعيل ومعاوية وأبو جعفر محمد بن علي والقاسم بن محمد وعروة بن الزبير وسعد بن إبراهيم الأكبر والشعبي ومورق العجلي وعبد الله بن شداد والحسن بن سعد وعباس بن سهل بن سعد وغيرهم. عبد الله بن أبي الجهم بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي أسلم يوم فتح مكة وخرج إلى الشام غازياً وقتل بأجنادين شهيداً رضي الله عنه. عبد الله بن جهيم الأنصاري أبو جهيم. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يديه ". كناه مالك في حديثه وسماه وكيع وابن عيينة في ذلك الحديث روى عنه بسر بن سعيد يقال: إنه ابن أخت أبي بن كعب. وقد قيل: إنه ابن أخي الحارث بن الصمة أو بن عمه. والله أعلم. عبد الله بن الحارث بن جزء بن عبد الله بن معدي كرب بن عمرو بن عسم بن عمرو بن عويج بن عمرو بن زبيد الزبيدي حليف أبي وداعة السهمي. سكن مصر وتوفي بها بعد أن عمر طويلاً وكانت وفاته بعد الثمانين وقيل سنة ثمان أو سبع وثمانين وقيل سنة خمس وثمانين. هو ابن أخي محمية بن جزء الزبيدي. روى عنه جماعة من المصريين منهم يزيد بن أبي حبيب. عبد الله بن الحارث بن أبي ربيعة القرشي المخزومي. ذكروه في الصحابة ولا يصح عندي ذكره فيهم وحديثه عندي مرسل. والله أعلم. حديثه عند ابن جريج عن عبد الله بن أمية عن عبد الله بن الحارث بن أبي ربيعة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قطع يد السارق وأظنه هو عبد الله بن الحارث ابن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي أخو عبد الرحمن بن الحارث فانظر فيه فإن كان هو فحديثه مرسل لا شك فيه. عبد الله بن الحارث أبو رفاعة العدوي. وهو من بني عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة أخي مزينة هو مشهور بكنيته واختلف في اسمه فقيل: عبد الله بن الحارث وقيل تميم بن أسيد وقد ذكرناه في الكنى. روى عنه حميد بن هلال. عبد الله بن الحارث بن زيد بن صفوان بن صباح الصباحي الضبي. وصباح هو ابن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة بن أد. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الله ونسبه ابن الكلبي ومحمد بن حبيب. وقال محمد بن حبيب: وصباح أيضاً في عنزة وفي عبد القيس وفي قضاعة قال أبو عمرو: قد ذكرنا ذلك في كتاب القبائل والحمد لله. عبد الله بن الحارث بن أبي ضرار الخزاعي. هو أخو جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في فداء أسارى بني المصطلق وغيب في بعض الطريق ذوداً كن معه وجارية سوداء فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء الأسارى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم فما جئت به " قال: ما جئت بشيء. قال: " فأين الذود والجارية السوداء التي غيبت بموضع كذا " قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك لرسول الله والله ما كان معي أحد ولا سبقني إليك أحد فأسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لك الهجرة حتى تبلغ برك الغماد. عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. كان يسمى عبد شمس فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله مات بالصفراء في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه وقال له: " سعيد أدركته السعادة " ذكره مصعب وغيره. عبد الله بن الحارث بن عمرو بن مؤمل القرشي العدوي. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحنكه لا صحبة له من ولده أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحارث بن عمرو بن مؤمل كان يرى رأي الخوارج وكان قد جاء مع عبد الله بن يحيى عبد الله بن الحارث بن عويمر الأنصاري روى عنه محمد بن نافع بن عجير. عبد الله بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي كذا نسبه ابن الكلبي وقال فيه الواقدي: وابن إسحاق: ابن عدي بن سعيد ابن سهم. كان من مهاجرة الحبشة وكان شاعراً وهو الذي يدعى المبرق لبيت قاله وهو: إذا أنا لم أبرق فلا يسعنني من الأرض بر ذو فضاء ولا بحر وفيها يقول: وتلك قريش تجحد الله ربها كما جحدت عاد ومدين والحجر وقتل عبد الله بن الحارث بن قيس يوم الطائف شهيداً هو وأخوه السائب ابن الحارث بن قيس كذا قال الزبير وطائفة. وقد قيل إنه قتل باليمامة شهيداً هو وأخوه أبو قيس والله أعلم. عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي وأمه هند بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنكه ودعا له يكنى أبا محمد ويلقب ببة وإنما لقب به لأن أمه كانت ترقصه وهو طفل وتقول: لأنكحن ببه جارية خدبه مكرمة محبه وهو الذي اصطلح عليه أهل البصرة عند موت يزيد فبايعوه حتى يتفق الناس على إمام. سكن البصرة ومات بعمان سنة أربع وثمانين قال علي بن المديني: روى عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عمر وعثمان وعلي والعباس وصفوان بن أمية وابن عباس وأم هانىء وكعب رضي الله عنهم وسمع منهم كلهم. وروى عن ابن مسعود ولم يسمع منه وكان ثقة. قال ابو عمر رحمه الله. أجمعوا على أنه ثقة فيما روى لم يختلفوا فيه. روى عنه عبد الملك بن عمير ويزيد بن أبي زياد وبنوه: عبد الله وعبيد الله وإسحاق. المخزومي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم يقال: إنه حديثه مرسل ولا صحبة له والله أعلم إلا أنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. عبد الله بن حارثة بن النعمان الأنصاري له صحبة ورواية. وأبوه حارثة بن النعمان من كبار الصحابة وقد ذكرناه. عبد الله بن حازم ذكره أبو عبد الله الحاكم في الصحابة الذين نزلوا بخراسان وقال: إنه مدفون بخراسان بنيسابور برستاق جوين. عبد الله بن حبشي الخثعمي سكن مكة. روى في فضائل الأعمال وفي قطع السدر. روى عنه عبيد بن عمير وسعيد بن محمد بن جبير بن مطعم. الأدرع الأنصاري من بني عبد الأشهل له صحبة. ويقال عبد الله بن أبي حبيبة من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في نعليه. عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي يكنى أبا محمد توفي سنة إحدى وسبعين واختلف في اسم أبي حدرد وقد ذكرنا ذلك في موضعه من هذا الكتاب عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي يكنى أبا محمد واسم أبي حدرد سلامة بن عمير بن أبي سلامة بن هوازن بن أسلم. وقيل عبيد ابن عمير بن أبي سلامة بن سعد من ولد عبس بن هوازن بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمير بن عامر أول مشاهد عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي هذا الحديبية ثم خيبر وما بعدها. مات في زمن مصعب بن الزبير هذا قول خليفة وقال الواقدي: مات عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي سنة إحدى وسبعين وهو يومئذ ابن إحدى وثمانين وكذلك قال يحيى بن عبد الله بن بكير وإبراهيم بن المنذر. وقال ضمرة بن ربيعة: قتل مصعب سنة إحدى وسبعين وفيها مات عبد الله بن أبي حدرد. يعد في أهل المدينة. قد روى عنه ابنه القعقاع وغيره وقد أنكر بعضهم صحبته وروايته. وقال إن أحاديثه مرسلة ومن قال هذا فقد جهل مكانه. وقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سراياه واحدة بعد أخرى. ذكر ابن ابي شيبة عن أبي خالد الأحمر عن محمد بن إسحاق عن زيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فلقينا عامر بن الأضبط فحيانا بتحية الإسلام فنزعنا وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله وذكر تمام الخبر وكذلك رواه يحيى بن سعيد الأموي ومحمد بن سلمة عن ابن إسحاق بإسناده مثله. ورواه عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي قال: كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم: واد من أودية أشجع. وهذه الروايات كلها تدل على صحبة عبد الله بن أبي حدرد. وقد قيل: إن القعقاع بن عبد الله ابن أبي حدرد له صحبة. وأما إنكار من أنكر أن يكون لعبد الله بن أبي حدرد صحبة لروايته عن أبيه فليس بشيء. وقد روى ابن عمر وغيره عن أبيه وعن النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك ليس قول من قال: إنه لم يذكر فيمن روى عنه الزهري من الصحابة لأنه لم يصح عن الزهري سماع منه وسنذكره في باب من اسم أبيه من العبادلة على السين إن شاء الله تعالى. عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي يكنى أبا حذافة كناه الزهري أسلم قديماً وكان من المهاجرين الأولين هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه قيس بن حذافة في قول بن إسحاق والواقدي ولم يذكره موسى وأبو معشر. وهو أخو أبي الأخنس بن حذافة وخنيس بن حذافة الذي كان زوج حفصة قبل النبي صلى الله عليه وسلم يقال: إنه شهد بدراً ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين. روى محمد بن عمرو بن علقمة عن عمرو بن الحكم بن ثوبان عن أبي سعيد الخدري قال: كان عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي من أصحاب بدر وكانت فيه دعابة. قال أبو عمر: كان عبد الله بن حذافة رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام فمزق كسرى الكتاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم مزق ملكه ". وقال: " إذا مات كسرى فلا كسرى بعده ". قال الواقدي: فسلط الله على كسرى ابنه شيرويه فقتله ليلة الثلاثاء لعشر مضين من جمادى سنة سبع. وعبد الله بن حذافة هذا هو القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: " سلوني عما شئتم ": من أبي فقال: " أبوك حذافة بن قيس ". فقالت له أمه: ما سمعت بابن أعق منك أمنت أن تكون أمك قارفت ما تقارف نساء أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس فقال: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت به. وكانت في عبد الله بن حذافة دعابة معروفة. ذكر الزبير قال: حدثنا عبد الجبار بن سعيد عن عبد الله بن وهب عن الليث عن سعد قال: بلغني أنه حل حزام راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى كاد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع قال ابن وهب: فقلت لليث: ليضحكه قال نعم كانت فيه دعابة قال الليث: وكان قد أسره الروم في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرادوه على الكفر فعصمه الله حتى أنجاه منهم. ومات في خلافة عثمان. قال الزبير: هكذا قال ابن وهب عن الليث حل حزام راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لابن وهب علم بلسان العرب وإنما تقول العرب لحزام الراحلة غرضة إذا ركب بها على رحل فإن ركب بها على جمل فهي بطان وإن ركب بها على فرس فهي حزام وإن ركب بها على رحل أنثى فهو وضين. قال أبو عمر: شاهد ذلك ما روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سار في بعض حجاته فلما أتى وادي محسر ضرب فيه راحلته حتى قطعته وهو يرتجز: إليك تعدو قلقاً وضينها مخالفاً دين النصارى دينها معترضاً في بطنها جنينها قد ذهب الشحم الذي يزينها ومن دعابة عبد الله بن حذافة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره على سرية فأمرهم أن يجمعوا حطباً ويوقدوا ناراً فلما أوقدوها أمرهم بالقحم فيها فأبوا فقال لهم: ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاعتي وقال: " من أطاع أميري فقد أطاعني: فقالوا: ما آمنا بالله واتبعنا رسوله إلا لننجو من النار. فصوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلهم وقال: " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ". قال الله تعالى: " وهو حديث صحيح الإسناد مشهور. قال خليفة بن خياط: وفي سنة تسع عشرة أسرت الروم عبد الله بن حذافة السهمي. وقال ابن روى عنه من المدنيين مسعود بن الحكم وأبو سلمة وسليمان بن سنان. وروى عنه من الكوفيين أبو وائل. ومن حديثه ما رواه الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن عبد الله بن حذافة صلى فجهر بصلاته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ناج ربك بقراءتك يا بن حذافة ولا تسمعني وأسمع ربك ". عبد الله بن أم حرام أبو أبي الأنصاري وأمه أم حرام هي زوج عبادة بن الصامت يعرف بربيب عبادة وكان خيراً فاضلاً قد صلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله بن عمرو بن زيد بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن غنم بن النجار. وبعضهم يقول فيه: عبد الله بن أبي ابن أم حرام وهو خطأ من قائله وإنما هو أبو أبي. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أكرموا الخبز ". عبد الله بن حريث البكري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال: " إسباغ عبد الله بن حكل الأزدي شامي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " عقر دار الإسلام الشام ". روى عنه خالد بن معدان. عبد الله بن حكيم بن حزام القرشي الأسدي. صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه حكيم بن حزام وإخوته: هشام وخالد ويحيى بنو حكيم بن حزام وكان إسلامهم يوم الفتح. وقتل عبد الله بن حكيم هذا يوم الجمل مع عائشة وهو كان صاحب لواء طلحة والزبير بن العوام يومئذ رضي الله عنهم. عبد الله بن حكيم الكناني من أهل اليمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: " اللهم اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعة ". العامري من بني عامر بن صعصعة. يعد في أهل البصرة. ويقال سكن مكة. حديثه عند عبد الله بن شقيق عن أبيه عنه. من حديثه أنه قال: بعت بيعاً من النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث. عبد الله بن الحمير الأشجعي من بني دهمان حليف لبني خنساء بن سنان من الأنصار. شهد بدراً مع أخيه خارجة وشهد أحداً رضى الله عنه. عبد الله بن حنطب المخزومي له صحبة. روى عنه المطلب مرفوعاً في فضائل قريش وفضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وحديثه مضطرب الإسناد لا يثبت. عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الراهب. يقال له ابن الغسيل لأن أباه حنظلة غسيل الملائكة قد مضى ذكره في باب الحاء. ويقال له عبد الله بن الراهب ينتسب إلى جده وهو عبد الله بن حنظلة بن الراهب والراهب هو أبو عامر واسمه عبد عمرو بن صيفي قد نسبناه في باب ابنه حنظلة الغسيل غسيل الملائكة. وذكرنا طرفاً من خبره وخبر أبي عامر أبيه هناك وأما عبد الله ابن حنظلة فولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال إبراهيم بن المنذر: عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر يكنى أبا عبد الرحمن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع وقد رآه وروى عنه. قال أبو عمر رحمه الله: كان خيراً فاضلاً مقدماً في الأنصار ومن حديثه ما رواه إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان قال: قلت لعبيد الله بن عبد الله بن عمر: أرأيت وضوء عبد الله بن عمر لكل صلاة عمن أخذه قال: حدثته أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنظلة حدثها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء عند كل صلاة فلما شق عليه أمر بالسواك وكان عبد الله بن حنظلة يتوضأ لكل صلاة. قال أبو عمر رحمه الله: روى عنه ابن أبي ملكية وضمضم بن جوس وأسماء بنت زيد بن الخطاب. وروى عنه من الصحابة قيس بن سعد بن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الرجل أحق بالصلاة في منزله ". حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد ابن زهير حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبد الله بن عمرو عن ليث بن أبي سليم عن ابن أبي ملكية عن عبد الله بن حنظلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " درهم ربا أشد عند الله من ثلاث وثلاثين زنية ". قال أبو عمر رحمه الله: أحاديثه عندي مرسلة. وقتل عبد الله بن حنظلة يوم الحرة سنة ثلاث وستين وكانت الأنصار قد بايعته يومئذ وبايعت قريش عبد الله بن مطيع وكان عثمان بن محمد ابن أبي سفيان قد أوفده إلى يزيد بن معاوية فلما قدم على يزيد حباه وأعطاه وكان عبد الله فاضلاً في نفسه فرأى منه ما لا يصلح فلم ينتفع بما وهب له فلما انصرف خلعه في جماعة أهل المدينة فبعث إليه مسلم بن عقبة فكانت الحرة. عبد الله بن حوالة نسبه الواقدي في بني عامر بن لؤي. وقال الهيثم ابن عدي: هو من الأزد وهو الأشهر في ابن حوالة أنه أزدي ويشبه أن يكون حليفاً لبني عامر بن لؤي يكنى أبا حوالة نزل الشام. روى عنه من أهلها أبو إدريس الخولاني وجبير بن نفير ومرثد بن وداعة وغيرهم. وقدم مصر فروى عنه من أهلها ربيعة بن لقيط التجيبي. وتوفي بالشام سنة ثمانين. روى إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمر عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عبد الله بن حوالة قال: تذاكرنا عند النبي صلى الله عليه وسلم الفقر والغنى وقلة الشيء فقال: " أنا لكثرة الشيء أخوف عليكم من قلته " وروى في فضل الشام أحاديث. عبد الله بن خباب بن الأرت ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الله وكناه عبد الله بن خبيب الجهني حليف للأنصار مدني روى عنه أبنه معاذ. عبد الله بن الخريت أدرك الجاهلية ذكره يونس بن بكير عن محمد ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حريت وكان قد أدرك الجاهلية قال: لم يكن من فخذ إلا ولهم ناد معلوم في المسجد الحرام يجلسون فيه. ذكر خبراً طويلاً في المغازي. عبد الله بن خلف الخزاعي أبو طلحة الطلحات كان كاتباً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه على ديوان البصرة لا أعلم له صحبة وفي ذلك نظر. عبد الله بن خنيس عبد الله بن الديان اسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب كان اسمه عبد الحجر بن الديان فلما وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وفد بني الحارث بن كعب قال له: " من أنت " قال: أنا عبد الحجر. فقال: " بل أنت عبد الله " وكانت ابنته عائشة تحت عبيد الله بن العباس قتل أباها وولديها بسر بن أرطاة وذكر ذلك أبو جعفر الطبري وغيره. عبد الله بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري شهد أحداً. عبد الله بن ربيع بن قيس بن عمرو بن عباد بن الأبجر. والأبجر هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي شهد بدراً بعد أن شهد العقبة. العامري من بني عامر بن صعصعة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع عامر بن الطفيل وروى قصة عامر بتمامها وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم أهلك عامراً ". مخرج حديثه عن أهل البصرة. عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي. أخو عياش بن أبي ربيعة يكنى أبا عبد الرحمن وكان اسمه في الجاهلية بجيرا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وفيه يقول ابن الزبعري: بجير ابن ذي الرمحين قرب مجلسي وراح علينا فضله غير عاتم واختلف في اسم أبيه أبي ربيعة فقيل: اسمه عمرو بن المغيرة. وقيل: بل اسمه حذيفة بن المغيرة. وقيل بل اسمه كنيته والأكثر على أن اسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم. كان عبد الله من أشراف قريش في الجاهلية أسلم يوم الفتح وكان من أحسن قريش وجهاً وهو الذي بعثته قريش مع عمرو بن العاص إلى النجاشي في مطالبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا عنده بأرض الحبشة. وقال بعض أهل العلم بالخبر والنسب: إنه الذي استجار يوم الفتح بأم هانىء بنت أبي طالب وكان مع الحارث بن هشام وأراد علي قتلهما فمنعته منهما أم هانىء ثم أتت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك فقال: " قد أجرنا من أجرت ". هو أخو عياش بن أبي ربيعة لأبيه وأمه وأمهما أسماء بنت مخرمة من بني مخزوم قيل: من بني نهشل بن دارم وأخوهما لأمهما أبو جهل بن هشام وهو والد عمرو بن عبد الله بن أبي ربيعة الشاعر ووالد الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة عامل ابن الزبير على البصرة الذي سماه أهل البصرة القباع وكان فاضلاً خلاف أخيه. ذكر الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولى عبد الله ابن أبي ربيعة هذا الجند ومخالفيها فلم يزل والياً عليها حتى قتل عمر. وقال هو وغيره: إن عمر ولى على اليمن صنعاء والجند عبد الله بن أبي ربيعة ثم ولى عثمان فولاه ذلك أيضاً فلما حصر عثمان جاء لينصره فسقط عن راحلته بقرب مكة فمات. يعد في أهل المدينة ومخرج حديثه عنهم. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنما جزاء السلف الحمد والوفاء ". حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن عباد المكي حدثنا حاتم بن إسماعيل حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عن أبيه عن جده عبد الله بن أبي ربيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنما جزاء القرض الحمد والوفاء ". ويقولون: إنه لم يرو عنه غير ابنه إبراهيم. عبد الله بن ربيعة السلمي كوفي روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى. قال الحكم: له صحبة وغيره ينفي ذلك ويقولون حديثه مرسل. وذكر إسماعيل ابن إسحاق عن علي بن المديني قال: عبد الله بن ربيعة السلمي له صحبة. قال أبو عمر: له رواية عن ابن مسعود وعبيد بن خالد ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم. عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرىء القيس بن عمرو بن امرىء القيس الأكبر بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي يكنى أبا محمد أحد النقباء شهد العقبة وبدراً وأحداً والخندق والحديبية وعمرة القضاء والمشاهد كلها إلا الفتح وما بعده لأنه قتل يوم مؤتة شهيداً. وهو أحد الأمراء في غزوة مؤتة وأحد الشعراء المحسنين الذين كانوا يردون الأذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفيه وفي صاحبيه: حسان وكعب بن مالك نزلت: " وكانت غزوة مؤتة التي استشهد فيها عبد الله بن رواحة في جمادى من سنة ثمان بأرض الشام. روى عنه من الصحابة ابن عباس وأبو هريرة رضي الله عنهم. ذكر ابن وهب عن يحيى بن سعيد قال: كان عبد الله بن رواحة أول خارج إلى الغزو وآخر قافل. وذكر ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر ومحمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال لما تودع عبد الله بن رواحة في حين خروجه إلى مؤتة دعا له المسلمون ولمن معه أن يردهم الله سالمين فقال ابن رواحة: أو طعنة بيدي حران مجهزة بحربةٍ تنفذ الأحشاء والكبدا حتى يقولوا إذا مروا على جدثي يا أرشد الله من فاز وقد رشدا وذكر عبد الرزاق عن ابن عيينة قال: وقال ابن رواحة يوم مؤتة يخاطب نفسه: أقسمت بالله لتنزلنه طائعة أو لتكرهنه فطالما قد كنت مطمئنه جعفر ما أطيب ريح الجنه وروى هشام عن قتادة قال: جعلوا يودعون عبد الله بن رواحة حين توجه إلى مؤتة ويقولون: ردك الله سالماً فجعل يقول: لكنني أسأل الرحمن مغفرة. وذكر الأبيات الثلاثة فلما كان عند القتال قال: أقسمت بالله لتنزلنه طائعةً أو لتكرهنه مالي أراك تكرهين الجنه وقبل ذا ما كنت مطمئنه وفي رواية ابن هشام زيادة: إن أجلب الناس وشدوا الرنه هل أنت إلا نطفة في شنه قال: وقال أيضاً: يا نفس إن لم تقتلي تموتي هذا حمام الموت قد صليت يعني صاحبيه زيداً وجعفراً ثم قاتل حيناً ثم نزل فأتاه ابن عم له بعرق من لحم قال: شد بهذا ظهرك فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت. فأخذه من يده فانتهس من نهسة ثم سمع الحطمة في الناس فقال: وأنت في الدنيا فألقاه من يده ثم أخذ بسيفه فتقدم فقاتل حتى قتل رحمة الله تعالى عليه. وروى هشام بن عروة عن أبيه قال: سمعت أبي يقول ما سمعت أحداً أجرأ ولا أسرع شعراً من عبد الله بن رواحة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له يوماً: قل شعراً تقتضيه الساعة وأنا أنظر إليك فانبعث مكانه يقول: إني تفرست فيك الخير أعرفه والله يعلم أن ما خانني البصر أنت النبي ومن يحرم شفاعته يوم الحساب لقد أزرى به القدر فثبت الله ما آتاك من حسن تثبيت موسى ونصراً كالذي نصروا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وأنت فثبتك الله يا بن رواحة ". قال هشام بن عروة: فثبته الله عز وجل أحسن الثبات فقتل شهيداً وفتحت له الجنة فدخلها وفي رواية ابن هشام: إني تفرست فيك الخير نافلة فراسةً خالفت فيك الذي نظروا وقصته مع زوجته في حين وقع على أمته مشهورة رويناها من وجوه صحاح وذلك أنه مشى ليلة إلى أمة له فنالها وفطنت له امرأته فلامته فجحدها. وكانت قد رأت جماعة لها فقالت له: إن كنت صادقاً فاقرأ القرآن فالجنب لا يقرأ القرآن فقال: شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا وأن العرش فوق الماء حق وفوق العرش رب العالمينا وتحمله ملائكة غلاظ ملائكة الإله مسومينا فقالت امرأته: صدق الله وكذبت عيني وكانت لا تحفظ القرآن ولا تقرؤه. وروينا من وجوه من حديث أبي الدرداء قال: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد حتى أن الرجل ليضع من شدة الحر يده على رأسه وما في القوم صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة. عبد الله بن رئاب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه عندي مرسل رواه معمر عن كثير بن سويد عنه. هو ابن أم مكتوم القرشي العامري الأعمى. هكذا قال قتادة: ابن أم مكتوم عبد الله بن زائدة وقال غيره: عبد الله بن قيس بن زائدة. وسنذكره في موضعه وقد تقدم ذكره في صدر العبادلة. عبد الله بن الزبعري بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي الشاعر. أمه عاتكة بنت عبد الله بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح كان من أشد الناس على رسول صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه بلسانه ونفسه وكان من أشعر الناس وأبلغهم. يقولون: إنه أشعر قريش قاطبة. قال محمد بن سلام: كان بمكة شعراء فأبدعهم شعراً عبد الله بن الزبعري. قال الزبير: كذلك يقول رواة قريش إنه كان أشعرهم في الجاهلية وأما ما سقط إلينا من شعره وشعر ضرار بن الخطاب فضرار عندي أشعر منه وأقل سقطاً. قال أبو عمر رحمه الله: كان يهاجي حسان بن ثابت وكعب بن مالك ثم أسلم عبد الله الزبعري عام الفتح بعد أن هرب يوم الفتح إلى نجران فرماه حسان بن ثابت ببيت واحد فما زاده عليه: لا تعد من رجلاً أحلك بغضه نجران في عيش أجد أثيم فلما بلغ ذلك ابن الزبعري قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وحسن إسلامه واعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل عذره ثم شهد ما بعد الفتح من المشاهد. ومن قوله بعد إسلامه للنبي عليه السلام معتذراً يا رسول المليك إن لساني راتق ** ما فتقت إذ أنا بور إذ أجاري الشيطان في سنن الغ ** ي أنا في ذاك خاسر مثبور يشهد السمع والفؤاد بما قل ** ت ونفسي الشهيد وهي الخبير إن ما جئتنا به حق صدقٍ ** ساطع نوره مضيء منير جئتنا باليقين والصدق والب ** ر وفي الصدق واليقين السرور أذهب الله ضلة الجهل عنا ** وأتانا الرخاء والميسور في أبيات له. وقال أيضاً: سرت الهموم بمنزل السهم إذ كن بين الجلد والعظم ندماً على ما كان من زللٍ إذ كنت في فتن من الإثم حيران يعمه في ضلالته مستورداً لشرائع الظلم عمه يزينه بنو جمحٍ وتوازرت فيه بنو سهم فاليوم آمن بعد قسوته عظمى وآمن بعده لحمي لمحمدٍ ولما يجيء به من سنة البرهان والحكم في قصيدة له يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم وله في مدحه أشعار كثيرة ينسخ بها ما قد مضى من شعره في كفره منها قوله: منع الرقاد بلابل وهموم والليل معتلج الرواق بهيم مما أتاني أن أحمد لامني فيه فبت كأنني محموم يا خير من حملت على أوصالها عيرانة سرح اليدين غشوم إني لمعتذر إليك من التي أسديت إذ أنا في الضلال أهيم فاليوم آمن بالنبي محمد قلبي ومخطىء هذه محروم مضت العداوة وانقضت أسبابها وأتت أواصر بينناً وحلوم فاغفر فدىً لك والدي كلاهما وارحم فإنك راحم مرحوم وعليك من سمة المليك علامة نور أغر وخاتم مختوم أعطاك بعد محبةٍ برهانه شرفاً وبرهان الإله عظيم عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي وأمه عاتكة ابنة أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم لا عقب له وقتل يوم أجنادين في خلافة أبي بكر شهيداً ووجد عنده عصبة من الروم قد قتلهم ثم أثخنته الجراح فمات. ذكر الواقدي قال: حدثني هشام بن عمارة عن أبي الحويرث قال: أول قتيل قتل من الروم يوم أجنادين برز بطريق معلم يدعو إلى البراز فبرز إليه عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب فاختلفا ضربات ثم قتله عبد الله بن الزبير ولم يتعرض لسلبه ثم برز آخر يدعوه إلى البراز فبرز إليه عبد الله بن الزبير فتشاولا بالرمحين ساعة ثم صارا إلى السيفين فحمل عليه عبد الله فضربه وهو دارع فأثبته وقطع سيفه الدرع وأسرع في منكبه ثم ولى الرومي منهزماً فعزم عليه عمرو بن العاص لا يبارز وقال عبد الله: إني والله ما أجدني أصبر فلما اختلطت السيوف وأخذ بعضها بعضاً وجد في ربضة من الروم وعشرة حوله قتلى وهو مقتول بينهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: " ابن عمي وحبي ". ومنهم من يروي أنه كان يقول له: " ابن أمي ". لا أحفظ له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روت عنه أختاه ضباعة وأم الحكم ابنتا الزبير بن عبد المطلب وكانت سنه يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم نحواً من ثلاثين سنة.
|